لبنان عيْنه على «نكسة» إسرائيل ويخشى استدراجه إلى «الطوفان»

منذ سنة | 142

لبنان عيْنه على «نكسة» إسرائيل ويخشى استدراجه إلى «الطوفان»
اخبار عالمية

«النكسة الإسرائيلية»، «11 سبتمبر الإسرائيلي»، «النسخة الثانية من حرب 6 أكتوبر 1973»... غيضٌ من فيض ما أطلق على عملية «طوفان الأقصى» التي باغتتْ إسرائيل جواً وبراً وبحراً فكان «الانهيارُ الكبير» والفشلُ الأكبر استخباراتياً وعسكرياً، بما جعل «التاريخ يكتب» أنه للمرّة الأولى يتم اقتحام مناطق محتلّة منذ 1948 والسيطرة على عدد من المستوطنات (في غلاف غزة).

وفيما كانت الحكومةُ الاسرائيلية مازالت تحاول استيعابَ الصدمة مع تَكَشُّف معلومات عن عملية الاقتحام «الأشبه بالأفلام» وما رافَقَها من تظهير صورة «الدولة المذعورة» وسكانٍ يرتعدون و«تدميرٍ» للهيبة مع كل فيديو عن أسرى وقتلى، بدا لبنان وكأن عَيْنَه على الحَدَث المدجّج بأبعاد كبرى يُخشى أن تنزلق من سياقاتِ «حرب الردع» المتبادل إلى «يا قاتل يا مقتول»، وقلْبه على إمكان جرّه إلى ملعب النار الذي يرتبط به «بالأوعية المتّصلة» هو الذي يقيم فوق برميل بارود سياسي – مالي انضمّ إليه حديثاً لغم النازحين السوريين الذي يقترب من الانفجار.

وفي حين تعالتْ أصوات في لبنان (من قادة في المعارضة) تدعو لعدم إقحام البلاد في ما يجري بين «حماس» واسرائيل، في موازاة تأييد قوى سياسية للتطوُّر الكاسر لكل التوازنات ولقواعد الاشتباك والذي سيُحفر في الذاكرة و«الوعي» الاسرائيلي كـ «سبت أسود»، حاولت أوساط لبنانية «تَلَمُّسَ» طرف الخيْط السياسي وراء اندفاعة «حماس» التي رغم أنها تطلّبت تحضيراً لأشهر كي تأتي بهذه النتائج الباهرة إلا أن توقيتَ «الضغط على الزرّ» وبمعزل عن عامل «الموفّقية» لا بد أنه موصول بـ «مسرح عمليات» سياسي اقليمي ستتضح خفاياه مع انقشاع دخانِ المعارك وما ستفرزه من وقائع تفرض نفسها على «الطاولة» ولو بعد حين.

وإذ كانت بيروت تتلقى بقلقٍ إعلان قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف «يا أخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن العراق وسورية هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين»، فإن رصْداً موازياً كان يَجْري لردّ اسرائيل وطبيعته وحدوده في ضوء وقوعها أمام خياراتٍ شائكة زادَ من صعوبتها عاملُ وجود عشرات الأسرى الاسرائيليين بين أيدي «حماس» وبينهم الجنرال نمرود ألوني، وسط اقتناعٍ بأن احتمالات انجرار لبنان إلى الصفيح الساخن ترتبط أولاً بحجم ما ستقوم به تل ابيب لاستعادة زمام المبادرة، وثانياً بتبيان إذا كان التلويح بـ«تلاحُم الساحات» في سياق «اشارة رادعة لتصعيد إسرائيلي كبير متوقَّع إو اشارة الى ان قرار الحرب الاقليمية الاستباقية اتُخذ في طهران» كما سأل الإعلامي اللبناني علي حماده.

وبينما كانت «عدسات العالم» على الأحداث المتدحرجة بين «حماس» واسرائيل وارتفاع عدّاد القتلى الاسرائيليين الى 100 (كحصيلة غير نهائية) ومئات الجرحى مقابل حصيلة مرعبة للضحايا في غزة ناهزت الـ 200 في أولى ساعات بعد الظهر وأكثر من الف جريح، بدت «الجبهة النائمة» على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية في حال يقظة على وقع الحرب بين حماس والاسرائيليين وما قد تستدرجه الوقائع اللاهبة من خيارات ترتبط بـ«وحدة الساحات» والزج بها أو بإبقائها كاحتياط استراتيجي ينحو مع اتجاهات الريح.

ولم يكن سراً أن «حزب الله» الذي بكّر في إصدار بيان دعم لـ«حركات المقاومة»، يتعامل مع ما يجري في الداخل الفلسطيني على أنه «شريك كامل» في المواجهة وبالمستويات التي يَفْرضها الميدان ومجرياته العسكرية والسياسية.

وقالت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» إن وحدات الرضوان (قوات خاصة) التي يحتفظ بها «حزب الله» على الحدود الجنوبية ويراوح عددها بين 7 الى 8 آلاف مُقاتِل، وُضعت في حال جهوزية بطبيعة الحال.

وكشفت أن «حزب الله» تَعَمَّد أمس إظهارَ وجود «وحدات الرضوان» على الحدود مع اسرائيل لإجبارها على الاستمرار في حشد قوات من الجيش على الحدود الشمالية، الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط الاسرائيلي عن غزة.

وفي تقدير المصادر أن الحزب اكتفى بإظهار وحداته الخاصة على الحدود لاعتقاده أن من شأن ذلك تأمين «جرعة دعم» لقطاع غزة كفيلة بعدم زجّ المزيد من وحدات الجيش الاسرائيلي في المعركة لاستعادة المستوطنات أو القيام بأي عمل انتقامي لاسيما بَري في القطاع.

ولم يكن عابراً أن يتولى نائب رئيس المكتب السّياسي لحركة «حماس» صالح العاروري الموجود في لبنان إعلان «أنّ لدينا عدداً كبيراً من الأسرى الإسرائيليّين، بينهم ضبّاط كبار»، كاشفاً أنّ «هناك العديد من الشّهداء، والعديد من القتلى والأسرى الصهاينة»، موضحاً عبر قناة «الجزيرة» أنّ «المعركة لاتزال في ذروتها، وأسرانا في السّجون باتت حريّتهم على الأبواب. فما بين أيدينا سيحرّر جميع الأسرى في سجون الاحتلال»، مبيّنًا أنّ «لدينا معلومات بأنّ جيش الاحتلال كان يستعدّ لشنّ عدوان على غزة والضفة».

وكان «حزب الله» أكد «ان قيادة المقاومة الاسلامية في لبنان تواكب التطوّرات المهمة على الساحة ‏الفلسطينية عن كثب وتتابع الاوضاع الميدانية باهتمام بالغ وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج وتجري معها تقييماً متواصلاً للأحداث وسير العمليات، ولذا ندعو ‏حكومة العدو الصهيوني الى قراءة العِبر والدروس المهمة التي كرّستها المقاومة ‏الفلسطينية في الميدان وساحات المواجهة والقتال».